|
COAIM 1/3 مايو \ أيار 2000  |
|
COAIM 1/3 مايو \ أيار 2000 |
المشاورة الأولى بشأن ادارة المعلومات الزراعية |
وثيقة عمل |
روما، 5-7/6/2000 |
تعزيز قدرات ادارة المعلومات والمعارف من خلال التعاون الدولى |
1 - تم تناول القضايا المرتبطة بدور المعلومات والمعارف فى وثيقة العمل COAIM 1/2 المعنونة "تحسين امكانيات الوصول الى المعلومات الزراعية". وقد جاء فى هذه الوثيقة أن ضعف فرص بعض الأطراف المعنية الرئيسية فى الوصول الى المعلومات والتكنولوجيات يعوق اسهامها فى مجتمع المعرفة وانتفاعها منه. وأوضحت الوثيقة أن تحسين امكانيات الوصول هدف يتطلب اهتماما انمائيا كبيرا - وبناء القدرات من أهم عناصر تحقيق هذا الهدف. وقد تم تعريف بناء القدرات بطرق كثيرة، لكن التعريف الموجز والشامل والمفيد لهذا المفهوم هو: "تعزيز المجموعات والمنظمات والشبكات من أجل زيادة قدرتها على الاسهام فى القضاء على الفقر"(1).
2 - وحتى عهد قريب، بل وحتى اليوم الى حد ما، اهتدى
التعاون الانمائى بمنهج الانطلاق من القمة الى
القاعدة، دون وجود اتصال يذكر بين المبادرات
المختلفة. وكان التركيز منصبا على الانجاز السريع
لمشروعات المساعدة الانمائية، وعلـى نقل الموارد
أو التكنولوجيات لمن يفتقـــرون اليهــا. أما
اليــوم فان المنظمات غير الحكومية والمجموعات
المحلية
والمجتمعية تضطلع بدور أكثر فعالية فى تخطيط
وتنفيذ السياسات والبرامج والأنشطة الانمائية.
ويطرأ تغيير على المناهج المتبعة فى مجال التنمية
وعلى الأدوار التقليدية للجهات المتبرعة
والمستفيدة، بعد اعادة تقييم الانقسام بين الشمال
والجنوب، وباتت هناك حاجة واضحة الى تحديد أفضل
الممارسات.
3 - وقد سعى المجتمع الدولى الى تحسين فرص الوصول الى المعلومات بطرق شتى مثل توفير الأموال و الخبرات بهدف بناء القدرات. غير أن جهات كثيرة فى المجتمع الانمائى الدولى لا تعتقد أن تعزيز ادارة المعلومات وتبادل المعارف يؤثر فى حد ذاته على الهدفين الرئيسيين المتمثلين فى القضاء على الفقر وضمان سبل كسب العيش. والسبب الرئيسى وراء ذلك هو نقص الأمثلة الموثقة التى تبين بوضوح ما لبناء القدرات فى مجال الوصول الى المعلومات من تأثير كمى على الفقراء الذين يعيشون فى العالم النامى. وهذا الانتقاص من قيمة المعلومات موقف غير طبيعى فى البيئة الحديثة، ويتعارض بصورة واضحة مع الثقة العالمية التى تتجلى الآن فى أسواق العالم الرئيسية للتكنولوجيا والأوراق المالية لشركات الانترنت، وهى ثقة أسهمت فى وضع أرقام قياسية مستقلة لحصص "التكنولوجيا" مثل الرقم القياسى NASDAQ(2). ولذا فان من الضرورى اظهار الصلة بين بناء القدرات وهذه الأهداف الانمائية الرئيسية بمزيد من الوضوح اذا ما أردنا لتلك الحالة أن تتغير.
4 - وتحلل هذه الوثيقة بعض القضايا الرئيسية التى تؤثر على بناء القدرات فى مجال ادارة المعلومات، وتبحث العوامل التى تميز هذا الموضوع عن المجالات الأخرى للتنمية. ثم تحدد اطارا لمبادئ الشراكة فى بناء القدرات داخل هذا القطاع، وتسلط الضوء على مجال محدد يستدعى اهتمام المجتمع الانمائى الدولى.
5 - معظم الوثائق المتعلقة ببناء القدرات فى مجال المعلومات المسخرة لخدمة التنمية تركز على الحاجة الى بنى أساسية للاتصالات وعلى تطبيق تكنولوجيات المعلومات والاتصالات. ولئن كانت المشاورة تهتم أساسا بادارة المعلومات واستنباط مضامينها أكثر مما تهتم بالتكنولوجيا، فان من المهم النظر الى ادارة المعلومات فى سياق الخصائص والفرص والتحديات المحددة المرتبطة بتطبيق الآليات المساعدة، ألا وهى تكنولوجيات المعلومات والاتصالات.
6 - وبينت وثيقة العمل COAIM 1/2 أن الوصول الى المعلومات واستخدامها بصورة فعالة يمكن أن يسهم فى تحقيق أهداف التنمية، بالرغم من أن هناك بعض الأسئلة التى لا تزال مطروحة بشأن اسهامها المباشر فى تخفيف وطأة الفقر، وجدواها للمجتمعات المحلية النائية والمحرومة. ويواجه متخذو القرارات والقائمون بالادارة كثيرا من مسائل السياسات والمسائل التنظيمية المتعلقة بالاستخدام الفعال للمعلومات. ويقتضى الأمر اتخاذ اجراءات لتعزيز وضع المضمون المناسب، وضمان توافر فرص الوصول الى الأدوات اللازمة لوضع ذلك المضمون، ولزيادة الاتصال المتاح للبلدان والأفراد. وسيبين التحليل الوارد فى هذه الوثيقة أن الأمر يستلزم بناء قدرات ومهارات المنظمات والأفراد والمؤسسات وتطويرها وحشدها وتقاسمها. ومما يتسم بأهمية خاصة فى هذا الصدد الجوانب الفريدة التى تجعل بناء القدرات فى مجال ادارة المعلومات وتبادل المعارف مختلفا عن المبادرات المنفذة فى أى مجال آخر.
7 - والغرض من بناء القدرات فى مجال التنمية الدولية لم يتغير لمجرد أن الأدوات والتكنولوجيات قد تغيرت. بل ان ظهور تكنولوجيات جديدة للمعلومات والاتصالات وممارسات ادارة جديدة يوفر الفرصة لاستغلالها فـى بناء القدرات. والى جانب المنهج المستند الى معارف مكثفة يركز بقدر أكبر على الشراكة والمشاركة، فانه يؤثر على تنفيذ أنشطة بناء القدرات وعلى مردودها(3). وفيما يلى بعض سمات ادارة المعلومات التى تميزها عن سائر الأنشطة.
(أ) أصبحت ثورة المعلومات مسألة يتم تناولها على نطاق واسع فى جميع أنحاء العالم. فوسائل الاعلام تنشر كل يوم تقريبا أخبارا عن مبادرات جديدة تنفذها البلدان أو الشركات لزيادة فرص الوصول الى الانترنت، وتزويد أطفال المدارس بهذه الفرص، وتوفير حجم لم يسبق له مثيل من المعلومات لفئات عريضة من الجمهور على نطاق غير معروف من قبل. والموارد الموظفة فى هذا الصدد موارد ضخمة. فالقيمة المتوقعة فى قطاع الاتصال بين الشركات التجارية تعد، حتى دون حساب أجهزة الحاسوب والخدمات الأخرى، قيمة ضخمة كما ورد فى الوثيقة COAIM 1/2. ويجتذب الاندفاع الى بناء وصلات النطاق الترددى والألياف والوصلات اللاسلكية فى جميع أنحاء العالم، بالاضافة الى الأوراق المالية للشركات العاملة فى هذا القطاع، قدرا كبيرا من الاهتمام ومزيدا من الأموال عن أى وقت مضى.(ب) ومن سمات ثورة المعلومات، كما ورد أعلاه، سرعتها ونطاقها. فقد زادت وتيرة المعاملات وسرعة تبادل المعلومات. وأصبح الاتصال أكثر يسرا وتوافرا بالأفراد والأفكار والخبرات والموارد. وتعد القدرة على التكيف مع المعلومات والتكنولوجيات الجديدة أمرا جوهريا. ويجب أن تتكيف عمليتا التخطيط وصنع القرار مع هذه التطورات.
(جـ) ومن السمات الأخرى التأثير الطاغى لنظم المعلومات. فالتغيرات التى تطرأ على نظم ادارة المعلومات لها انعكاسات داخل المنظمات أو المجتمعات المحلية، ويحدث ذلك بطرق غير متوقعة فى أحيان كثيرة، عبر الهياكل ذات البنية الهرمية من الناحية الرأسية وعبر الوحدات الوظيفية من الناحية الأفقية وينبغى ايلاء عناية دقيقة للاحتياجات قبل تغيير أى مهمة أو بروتوكول، اذ أن التأثيرات ليست كلها تأثيرات ايجابية. وينبغى للحكومات وغيرها من المنظمات المركزية الكبيرة، التى لها هياكل وقنوات مستقرة نسبيا للتحكم فى تدفقات الاتصالات والمعلومات وتوجيهها، أن تتوخى الدقة بوجه خاص فى هذا الصدد.
(د) وقد أصبح مبدآ تبادل المعلومات وتقاســم المعارف مقبولين الآن بصورة لا شك فيها داخل قطاع التنمية لأهميتهما الجوهرية لفعالية الشراكة والتعاون والتوجيه السديد. وفى حين أن الطموحات كانت تتجاوز فيما مضى ما يمكن انجازه فى أحيان كثيرة، فان المناهج الجديدة لادارة المعلومات تلائم بوجه خاص توثيق العلاقات فيما بين المجتمعات والمنظمات، وتفتح الباب أمام تدفق الأفكار والمعلومات، وتضمن قدرا أكبر من الشفافية. وتساعد الانترنت على بناء علاقات أوثق بين الشركاء فى الشمال والجنوب. وتعتبر العلاقات ذات الطراز الجديد القائمة على المعلومات أكثر قابلية للاستمرار عادة لأنها تستند الى تبادل النفع، ويتحول موطن التركيز من بناء القدرات الى تقاسمها. وتيسر تكنولوجيات الاتصالات والمعلومات الجديدة مبادرات ادارة المعلومات التى تسعى الى استحداث منتجات وأدوات مشتركة اعتمادا على مضامين وموارد يقدمها كثير من "المالكين". والأطراف المتعاونة فى ميدان المعلومات تناط بها مسؤوليات محددة، وبمقدورها ادارة الملكية الفكرية الخاصة بها.
(هـ) وأخيرا، عكف أخصائيو المعلومات طويلا، كما ورد أعلاه، على معالجة تقييم تأثير أنشطة المعلومات والمعارف، باحثين عن أساليب تتيح قياس منافع وتأثير هذا النوع من الاستثمار. وتتوافر معلومات كمية عن أنماط الاستخدام وعن هويات المستخدمين، ولكنها لم تزودنا حتى الآن برؤية واضحة لنتائج استخدام أو عدم استخدام مادة معرفية معينة. وهذه القضية الرئيسية هى موضوع حلقة عمل فنية يعتزم عقدها أثناء المشاورة.
8 - وتوحى هذه العوامل، على وجه الاجمال، بأن القدرات فى ميدان المعلومات ستتبع على الأرجح اتجاهات ومناهج مختلفة عن تلك المطبقة فى قطاعات التنمية الأخرى. كما أن سمات الربط والتقاسم الممكنة التى تتسم بها التكنولوجيات الجديدة للاتصالات والمعلومات تلائم بوجه خاص، فيما يبدو، بيئة السياسات التى تركز على قيمة العلاقات بين المنظمات وتولى الأولوية للمشاركة والشراكة.
9 - توضح الوثيقة COAIM/1/2القضايا والحلول الممكنة المرتبطة باقتناء ونشر المعلومات فى البيئة التكنولوجية الجديدة. كما تمثل التقنيات والتكنولوجيات الجديدة لادارة المعلومات فرصا لبناء القدرات من خلال خلق فرص العمل فى قطاع المهارات، ومن خلال مساعدة الأفراد على المشاركة فى التجارة على الصعيدين المحلى والعالمى. ويكتسب الأفراد والمجتمعات والشركات والمنظمات والبلدان ميزة نسبية بالقياس الى من لا يستطيعون التحرك بسرعة لاستخدام هذه الأدوات بطريقة مجدية ومبتكرة. ومن الواضح أن قطاع الأعمال ليس هو المستفيد الوحيد. فالبلدان التى تستثمر فى الانترنت ستنتفع على الأرجح من فرص الوصول الأوسع نطاقا والأرخص ثمنا الى الموارد والخدمات المعلوماتية والتعليمية والطبية(4). وبمقدور الباحثين والمنظمات غير الحكومية والجماعات المحلية ربط أو اقامة الشبكات والتحالفات الالكترونية وتسخير التكنولوجيات فى معالجة الغايات الاجتماعية، وحشد الموارد والأدوات الجماعية، ونشر الأفكار والمعارف. وتستطيع ادارة المعلومات أن تحول مفهوم "الحكومة المفتوحة" الى حقيقة واقعة وتيسر الوصول الى الموارد والخدمات الحكومية. كما يمكنها تشجيع الحوار بين المواطنين والحكومات، وتقديم الدعم لعملية تفويض الصلاحيات الادارية لامركزيا الى المستويين المحلى والمجتمعى. كما يمكن، بصورة عامة، أن تستخدم الحكومة التقنيات الجديدة لحماية المنافع العامة العالمية والمحلية، وتضمن امكانية الوصول الى التراث المعرفى والثقافى.
10 - يعوق الافتقار الى الموظفين المدربين و/أو الى فرص الحصول على الدراية الفنية استيعاب المعلومات والاستفادة منها. كما أن نقص المضامين الملائمة من محلية وغير محلية، يحد من جدوى الانترنت، ولاسيما نقص المضامين باللغات المحلية أو القومية. ولذا يحتاج الأفراد والمنظمات الى قدرات ومهارات ادارية ملائمة اذا ما كان لهم أن يستفيدوا الى أقصى حد من الفرص التى توفرها البيئة التكنولوجية الجديدة لتوليد المعلومات ونشرها. وتحتاج الحكومات والشركات والأفراد الى الوصول لمصادر الأفكار والتكنولوجيا والأموال والموارد الأخرى والأسواق من أجل التطور والازدهار. والى جانب الخطوات الفنية والتكاليف الكبيرة نسبيا التى ينطوى عليها الحصول على الموارد المادية والمهارات، يقتضى الأمر توافر بيئة مواتية تشجع الاستثمار والتعاون، وتحمى حقوق الملكية القطرية، وتتيح فرص الاتصال معقولة الثمن، وتعالج أيضا قضايا التكافؤ عن طريق ترويج التطبيقات الاجتماعية والانمائية الملائمة.
11 - ينبغى أن تستخدم المبادئ والخطوات التوجيهية المستفادة من الممارسة العملية فى وضع أساليب عمل فعالة. وقد عقدت فى مارس/آذار 2000 حلقة عمل خاصة(5) حضرتها مجموعة من الأخصائيين المتمرسين من نخبة من الوكالات الاقليمية والدولية. وقد بحثت هذه المجموعة المبادئ التى تقوم عليها، فى ضوء خبرتها، الشراكة فى مجال العمل الانمائى الدولى. وترد فيما يلى أهم النقاط التى تم بحثها، لكن الملحق 1 يتضمن وصفا لبعض الخطوط التوجيهية المحددة.
12 - اعادة النظر فى الأدوار: تقوم وكالات المساعدة الانمائية بتغيير أداوارها. فقد أصبح من المعترف به الآن على نطاق واسع أن تقديم المشورة أو الأموال أو المساعدة الى أحد المستفيدين لا يعد أمرا كافيا. فكى تكون عملية التنمية فعالة يتعين على الجهتين المستفيدة والمتبرعة أن تعملا معا فى شراكة قوية، وتشتركا فى تحديد القضايا، ومعالجة المشكلات، وتقاسم المسؤولية عن النتائج(6). وقد يسر هذا التحول تبادل المعلومات والمعارف باستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات.
13 - من المشروع الى العملية: تتزايد فرص نجاح واستدامة برامج بناء القدرات عندما تستند الى منهج العملية المتواصلة بدلا من منهج المشروعات ذات الحدود الزمنية القاطعة. وكما قال Land (2000) ينطوى النظر الى تنمية القدرات بوصفها عملية متواصلة على انعكاسات تتعلق بوجه خاص بالأدوار التى تؤديها منظمات المعونة الخارجية والمناهج التى تستخدمها فى العمل مع المنظمات المحلية.
14 - الملكية: ينبغى أن يشعر جميع الشركاء بمسؤوليتهم عن النشاط الانمائى ونتائجه. وقد أطلق على هذا الالتزام اسم "الملكية"، وهو يتسم بأهمية محورية لمفهوم بناء القدرات بوصفه عملية متواصلة. وفيما مضى، كان جانب كبير بصورة مفرطة من الملكية يرجع الى الوكالة المتبرعة أو الداعمة وكان جانب ضئيل بصورة مفرطة يرجع الى الشركاء الذين يجرى تطوير قدراتهم. ويرتبط تعزيز الملكية ارتباطا وثيقا بالطريقة التى يتم بها صياغة تدخل من التدخلات وتنفيذه وتقييمه، والأدوار التى تؤديها شتى الأطراف المشاركة من وكالات وأفراد. وينبغى تعزيز الملكية على مستويين رئيسيين. فالتدخلات فى مجال بناء القدرات تعتمد فى الأحوال المعتادة على أفراد معينين أو جماعات محددة يتصدون لقيادة العملية، ثم يتم اشراك طائفة أوسع نطاقا من الأطراف المعنية بطريقة نزيهة ومتكافئة لضمان الاستيعاب والاستدامة.
15 - الثقة من خلال الشفافية: تتسم الشفافية فى جميع المبادلات بين الأطراف المتعاونة بأهمية فائقة؛ ولذا فانها تعد مسؤولية مشتركة. ويجب أن تتحلى المنظمات التى تشجع التدخلات بالشفافية فى سياساتها وسلوكها. فالشراكات الانمائية الفعالة تستند الى الثقة. ويقتضى الأمر توسيع نطاق هذه الشفافية لتشمل الرصد والتقييم وفقا لمؤشرات ومعايير تقييم توضع بصورة مشتركة.
16 - التعلم الجماعى: تبدأ كثير من التدخلات
الانمائية بافتراض مؤداه أن الأطراف المحلية لا
تملك سوى معارف ضئيلة وأن الأطراف الخارجية هى
الجهات الخبيرة. وتتعلق الشراكة بالاحترام
المتبادل والاعتراف بأن لكل شريك خبرات ومهارات
يقدمها ويتقاسمها. وتفترض الشراكة أن الطاقات
موجودة بالفعل، على كلا الجانبين، ولكنها قد تحتاج
الى الحشد والتعزيز. وتعنى الشراكة التعلم بشأن
جميع الجوانب وتقاسم الدروس والنتائج، على أمل
الاسهام فى "قاعدة المعارف" العالمية للدروس
الانمائية المستفادة.
17 - المنافع العامة والنظم المفتوحة: بنفس
الطريقة التى تحد بها المعونة "المقيدة"(7)
خيارات وفرص المنظمة التى تتلقى المساعدة، يتعين
على الشركاء فى بناء القدرات أن يبحثوا بعناية
تأثير احتجاز شركائهم داخل نطاق التطبيقات والنظم
الخاضعة لحقوق الملكية الخالصة. فتلك التطبيقات
والنظم قد لا يتوافر لها الدعم على الصعيد المحلى،
وقد تشكل عبئا على الشركاء المحليين نتيجة تكرر
عمليات شراء تراخيص الاستخدام والاصدارات المحسنة
باهظة التكلفة. ويفضل اتباع منهج غير قائم على حقوق
الملكية الخالصة.أو منهج "مفتوح" يشمل أيضا
مضمون المعلومات، حيث يلتزم الشركاء بنشر
معلوماتهم مجانا. وتحرص المنظمات بصورة متزايدة
على بناء وتقاسم مواردها وأدواتها من المعلومات
ولكنها تحتاج الى شركاء للقيام بذلك. ويستطيع
القائمون ببناء القدرات، ولاسيما من يعملون منهم
فى الميدان العام، التشجيع على الاستخدام الملائم
للنظم المفتوحة فى تقاسم وتبادل معلوماتهم
والأدوات المستحدثة لادارتها.
18 - الأولوية للقدرات المحلية: من الجوهرى معالجة الاحتياجات المحلية فى مجالـى المعلومات وتكنولوجيات المعلومات والاتصالات، وينبغى أن يكون الهدف المتوخى هو خلق محتوى محلى لخدمة الاحتياجات الانمائية للشركاء المحليين. وينبغى أن يعتمد المنهج الدقيق علـــى الموارد والبنى الأساسية القائمة، مثل شبكات الخبراء والموارد المعرفية التقليدية، والمعلومات المحلية، وذلك باللغات المحلية فى أحيان كثيرة. ويساعد استخدام الخبرات المحلية والاضافة اليها على تجنب الازدواجية، ويشمل ويعزز الأنشطة والمخرجات الراهنة. ولكن من المرجح تماما أن تتجاوز بعض المهام قدرات الشركاء الانمائيين الرئيسيين وسيتعين النظر فى اسناد جانب من العملية أو كلها الى مصادر خارجية، يفضل أن تكون من الشركاء على المستوى المحلى.
19 - اختتام الشراكات: تضع تدخلات كثيرة، سواء اتخذت منهج المشروع أو منهج العملية المتواصلة، فى اعتبارها انتهاء مشاركة شريك واحد أو أكثر، هم فى العادة من يتمثل دورهم فى بناء القدرات. وفى تلك الحالات، يكون من الجوهرى توافر خطة واضحة لضمان الاستدامة عند توقف الدعم أو التدخل الخارجى. وينطبق هذا بوجه خاص على شركاء مثل الجهات المتبرعة التى يتوجه دعمها صوب احراز نتائج أو تأثيرات محددة فى أحد البلدان النامية. وثمة نوع مختلف من الشراكة، ربما كان أكثر ملاءمة، يرتبط فيه بناء القدرات بالعلاقات طويلة الأجل بين شركاء متكافئين يتقاسمون مصالح مشتركة. وسيظل التعاون وفقا لهذا المنهج مهتما باحراز النتائج والتأثيرات، ولكنه سيحرص على استمرار دلالة واسهام العلاقة القائمة مع مصالح الشركاء الأوسع نطاقا - فى الشمال وفى الجنوب.
20 - من الأدوار التى باتت منوطة الآن بالمنظمات الانمائية الدولية، مثل منظمة الأغذية والزراعة، أن تساعد على تعبئة القدرات المحلية وغيرها من أجل تسخير المعلومات وتكنولوجيات المعلومات والاتصالات بصورة مجدية فى أغراض التنمية. وينبغى لهذه المنظمات أن تعمل دوما كشركاء. ويتعين على المنظمات والأفراد العاملين فى مجال التنمية الدولية أن يعملوا على تضافر الجهود وأن يتقاسموا الأفكار والدروس المستفادة. ذلك أن الموارد المتاحة تبلغ درجة من الضآلة لا تسمح بقبول ازدواج الجهد الذى يكون فى أحيان كثيرة نتيجة نقص التعاون. فالمعارف والخبرات الفنية المتخصصة التى تتوافر لأنشطة بناء القدرات سلعة نادرة ويقتضى الأمر الوقوف على مصادرها. ويتعلق بذلك أن القائمين ببناء القدرات يستطيعون أن يٌقيّموا قدراتهم الخاصة بصورة نقدية مما يضمن توجيهها بصورة ملائمة لمعالجة المشكلات.
21 - ولكن من المعترف به أن صلات ضعيفة نسبيا تربط المبادرات الدولية العديدة التى تسعى الى تسخير المعلومات فى أغراض التنمية. والغرض من انشاء "المنفذ الانمائى العالمى" المقترح من البنك الدولى هو تعميق الوعى بالأنشطة الانمائية، وتيسير التنسيق داخل القطاعات وفيما بينها. ومن الواضح أن البرامج المتخصصة الكبرى فى مجال ادارة المعلومات عليها أن تكون نموذجا يحتذى، وأن تبتكر طريقة عملية وفعالة لتقاسم المعرفة. ويمكن أن تشكل تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، وهى تستخدم بهذه الصفة، أداة تيسر تلك العملية، كما تبين أمانة بلانت الدولية التى تتولى تحديث قاعدة بيانات نظام ادارة معلومات النشاط المعرفى العالمى(8)، وهى قاعدة تغطى البرامج والمشروعات والأنشطة المرتبطة بتنمية المعلومات وتكنولوجيات المعلومات والاتصالات.
22 - والى جانب الحكومات والوكالات الانمائية، يقوم القطاع الخاص ببناء شبكة الانترنت العالمية. وتظهر الشركات اهتماما بامكانيات الانترنت لفتح أسواق جديدة وربما كانت من الشركاء المستعدين للاسهام فى التنمية. ولئن كان الأمر يتطلب توخى العناية عند العمل مع أصحاب المصالح الخاصة، فان كثيرا من الوكالات الانمائية تعتمد بالفعل على دعم القطاع الخاص(9).
23 - اغتنمت منظمة الأغذية والزراعة وعدة شركاء انمائيين مهمين فرصة انعقاد حلقة عمل فنية مؤخرا وأعلنت أن أهم حاجة وفرصة فى مجال بناء القدرات على ادارة المعلومات هى اقامة الشراكات الفعالة بين الأطراف المعنية. ورئى أن الشراكات ينبغى أن تستند الى المشاركة والتعاون، وطائفة من العوامل الأخرى المرتبطة بالممارسات السديدة فى مجال التنمية. والمشاورة مدعوة الى بحث هذه الملاحظات فى ضوء خبرة الأعضاء والمجتمع الدولى. كما يُلتمس التوجيه بشأن نقاط معينة تؤثر على برنامج عمل المنظمة.
24 - وقد يتراءى للمشاورة أن تنبه وكالات المساعدة الانمائية فى المجتمع الدولى الى ضرورة تنسيق أنشطتها بقدر أكبر فى هذا القطاع مما يؤدى الى تلافى الازدواجية وتضافر المهارات المتكاملة، وتقاسم الخبرات.
25 - وقد ترى المشاورة أن على المنظمة أن تعمل مع أعضائها والمجتمع الدولى من أجل تحسين الشراكات فى مجال تسخير المعلومات فى أغراض التنمية الزراعية والأمن الغذائى، وأن توافى المشاورة بتقارير عن التقدم المحرز فى هذه المجال الهام. وعلاوة على ذلك، قد يتراءى للمشاورة أن توجه المنظمة بأن تستكشف آليات تتيح للأعضاء والوكالات الدولية تحديد الأساليب الملائمة والأدوار المؤسسية فى مجال بناء القدرات بشأن ادارة المعلومات لأغراض التنمية الزراعية والأمن الغذائى، مع الرجوع الى مشروع الخطوط التوجيهية الوارد فى الملحق 1.
| مصدر الوثائق Bossuyt, J. and G. Laporte. 1994. Partnership
in the 1990's: How to make it work better. Policy Management Brief 3 Maastricht:ECDPM. Schacter, M. Capacity building; A new way of doing business for development organizations. Policy Brief 6. Ottawa, Canada: Institute on Governance. |
|
| الملحق 1 خطوط توجيهية موجهة الى القائمين ببناء القدرات |
يمكن الاستعانة ببعض الأسئلة الرئيسية لتنظيم المنهج المتبع فى هذه العملية:
1 - من هى الأطراف التى يتم بناء قدراتها؟
2 - ما هى القدرات التى يتم بناؤها؟
3 - كيف يتم بناء القدرات؟
ويفترض اتباع هذه المجموعة من الخطوط التوجيهية، بالاضافة الى المبادئ المبينة فى مواضع أسبق أن الوكالات الانمائية تملك المهارات والقدرات الضرورية. وينطبق الأمر نفسه على الشركاء فى البلدان النامية الذين تكون قدراتهم على ادارة عملية التعاون محدودة فى أحيان كثيرة.
(1) DFID (1991). Civil Society Challenge Fund. http://www.dfid.gov.uk/public/working/civil challenge1.htm1
(2) National Association of Securities Dealers Automated Quotation(السعر الآلى للرابطة الوطنية لسماسرة السندات)
(3) شبكة التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة الانمائى: "لاشك فى أن ما يسمى بثورة الانترنت/المعلومات قد أضفت [ على بناء القدرات ] سمة أخرى، وربما تكون قد عززت تأثيره المحتمل بالنسبة للبلدان النامية". ويركز برنامج الأمم المتحدة الانمائى أيضا على التوترات بين الجهود التقليدية لبناء القدرات والجهود الجديدة المستمدة مباشرة من ثورة الانترنت فيعلن أنه: "مازال من المتعين الاستعاضة بطريقة منهجية عن الأساليب القديمة لبناء القدرات بالأساليب الحديثة".
(4) http://www/dfat.gov.au/apec/ecom/telecom2.htm1
(5) نظم المركز الأوروبى لادارة السياسات الانمائية ومنظمة الأغذية والزراعة حلقة عمل عن تعزيز قدرات ادارة المعلومات والمعارف من خلال التعاون الدولى، وقد عقدت هذه الحلقة فى ماستريخت فى الفترة من 29 الى 31 مارس/آذار 2000.
(6) قالت ليز أودونيل الوزيرة الايرلندية المسؤولة عن المساعدة الانمائية فيما وراء البحار إن: "بناء القدرات يتعلق ….. بتغيير العلاقة بين الجهة المتبرعة والجهة المستفيدة …. وهو يعنى أن الجهات المتبرعة ليست مجرد جهات مانحة للهبات بل هى بالأحرى شركاء استراتيجيين فى التنمية". تقديم للوثيقة: IAAC. 1999. Report of the national forum on development aid. Dublin:.page.i
(7) هى معونة تقدم بشروط صارمة بشأن كيفية استخدام الأموال.
(8) http://gkaims.globalknowledge.org
(9) من الأمثلة على ذلك أن شركة سيسكو Cisco تستثمر مع برنامج الأمم المتحدة الانمائى فى أكاديمية سيسكو. وقد تفاوض برنامج شبكة التنمية المستدامة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الانمائى بشأن اقامة عدة تحالفات (http://www.sdnp.undp.org/).